مدينة أم درمان
✍️*تاريخ المدن السودانية*✍️
*صلاح شفيق همام*
*مدينة أم درمان*
✍️مدينة أم درمان هي أكبر مدينة في السودان، وتشكل الجزء الكبر من ولاية الخرطوم عاصمة البلاد تقع على طول الضفة الغربية لكل من نهر النيل والنيل الأبيض قبالة مدينةالخرطوم ومدينة الخرطوم بحري،ويبلغ عدد سكانها حوالي 726,827 نسمة (يوليو 2001 م). وهي بذلك أكبر مدينةفي البلاد، وبها أهم المراكز التجارية . وتشكل مع كل من الخرطوم والخرطوم بحري تكتلاً حضرياً يبلغ إجمالي عدد سكانه 7.830.479 نسمة (2006). وتبلغ مساحتها حوالي 4948 كم مربع. تكتب أحيانًا: أمدرمان. ويطلق عليها أيضاً اسم " أم در" ،اختصاراً وكنية، كما تعرف بالعاصمة الوطنية.
✍️موقع أم درمان في العاصمة المثلثة
توجد في أم درمان الأستديوهات الرئيسية لإذاعة وتلفزيون السودان الرسميين. ومبنى البرلمان والمستشفى العسكري وقاعدة ومطار وادي سيدنا العسكري ومسجد النيلين، كما يقع جنوبها مطار الخرطوم الدولي الجديد قيد الأنشاء والمسرح القومي وأكبر الأندية الرياضية نادي الهلال ونادي المريخ ونادي المورده
✍️أصل التسمية
الاسم (أم درمان) قديم في تاريخه،وقد يرجع إلى ما يعرف «بعصر العنج» السابق لعصر الفونج في القرن السادس عشرالميلادي بالسودان، و تتعدد الروايات في تفسير معنى الاسم وأصله ولعلّ أكثرها رواجاً تلك التي تتحدث عن:
امراة تنتمي إلى أسرة مالكة كانت تسكن المكان الذي قامت عليه المدينة بالقرب من ملتقى النيلين الأبيض والأزرق ، وكان لها ولداً اسمه «درمان» وكانت تسكن منزلاً مبنياً من الحجر ومحاط بسور متين ظلت أثاره باقية حتى عهد قريب في حي «بيت المال» الحالي، وإلى أم هذا الولد نُسب اسم المكان.وثمة رواية أخرى مماثلة تقول بأن المرأة هي التي كانت تسمى درمان وأن منزلها كان مكان آمناً بسبب ما يحيط به من سور وكانت المرأة تلقب بأنها أم دار الأمان، والذي تحرف وأصبح أم درمان،
وهنالك رواية ثالثة تذهب إلى أن أمدرمان (بفتح الهمزة والميم) لفظ عربي قحطاني الأصل ويعني المرتفع من الأرض وسميّ به المكان للدلالة على طبيعته الطبوغرافية المتمثلة في أرتفاعه عن البرين الآخرين اللذين تقع فيهما مدينتي الخرطوموالخرطوم بحري الحاليتين. ولأم درمان اسم آخر قديم هو «وشل» ويعني المكان الكثير الماء. وقد أطلق عليها المهدي بعد أن أتخذها عاصمة للدولة اسم البقعة الطاهرة.
✍️تاريخ المدينة
عندما سقطت الخرطوم عاصمة العهد التركي في السودان على يد الأمام محمد أحمد المهدي في يناير / كانون الثاني1885 م، وقتل حاكم السودان آنذاك غوردون باشا، كان معسكر المهدى في منطقة إبي سعد بأم درمان، ورفض المهدي أن يتخذ من الخرطوم عاصمة له فوقع اختياره على أم درمان لتكون عاصمة دولته الجديدة، وقد قيل في اختياره لموقع أم درمان بأنه كان قد خرج مع جماعة من أصحابه وهو على جمل أطلق له العنان فسار به الجمل إلى شمال إبي سعد حتى برك في الموقع الذي توجد فيه الآن قبة المهدي (ضريح المهدي)، فبنى عليها المهدى حجرة من الطين.ولما توفي دفنه أصحابه في حجرته تلك تمشياً بما فعله صحابة النبي محمد (ص) في المسجد النبوي بالمدينة المنورة.
أقام كبار أنصار المهدي من أمراء وقادة في قصور الدولة وبيوت الأعيان في حي المسجد بينما أقام المهدي في قصر يسمى «قصر الجاركوك» وكان قريباً من المسجد، وسكن الخليفة عبد الله التعايشي في سراي الحكمدار، أما أهالي الخرطوم فقد تم جمعهم في الطرف الجنوبي من المدينة، ولم تستمر إقامة قادة المهدية طويلاً في الخرطوم حيث انتقلوا إلى أم درمان التي اتخذوها مقراً جديدا للحكم في السودان في مايو / أيار من عام 1885 م.
✍️ووفقاً للمؤرخ السوداني الدكتور إبراهيم أبوسليم فإن أم درمان شهدت مزيداً من التوسع في عهد الخليفة عبد الله التعايشي حيث شيّدت المنازل بالطين والآجر والحجر لتحل مكان تلك التي كانت مشيّدة بالقش (الحشائش الجافة وجريد النخيل) والجلود ،وبدأت أم درمان تتحول إلى مدينة، بعد أن كانت معسكراً للمهاجرين من اتباع المهدي إلى توافدوا إليها في سنة 1885 م وهي السنة نفسها التي توفي فيها المهدي. وبنى الخليفة عبد الله التعايشي بيت المال، مقر الخزانة العامة للدولة، والسجن العام المسمي (بالساير). وبعد عامين قام بتشييد الطابق الأرضي من منزله بمواد بناء أحضرها من الخرطوم، وفى العام الذي تلاه أسست بيت الأمانة، وهو عبارة عن مخزن كبير للسلاح ومعدات الحرب، كما قام بتشييد "قبة المهدى" لتكون ضريحاً يضم رفات المهدي. وبدأ بعد ذلك في بناء سور المدينة الذي أحاط بمركز المدينة حيث قبة المهدى ومنازل الخلفاء وحراس الخليفة والمرافق العامة للدولة. وفى سنة1889 م تمت أحاطة المسجد الجامع بسور عظيم. وبلغ طول المدينة بين طابية (حصن) أم درمان وحتى حي شمبات (في الخرطوم بحري) شمالاً وجنوباً حوالي ستة(6)أميال، فيما بلغ عرضها شرقاً وغرباً حوالي ميلين. ويعود تمّدد المدينة من حيث الطول لمساقات بعيدة إلى تحبيذ السكان إقامة منازلهم ومتاجرهم على ضفاف نهر النيل. وقُدّر عدد السكان قبل وصول المهاجرين من اتباع المهدي من غرب السودان ما بين 15 (خمسة عشر) و 20 (عشرون)ألف نسمة، فيما وصل العدد إلى 4000 (أربعمائة) ألف نسمة بحلول عام 1895م.
✍️وفي ثلاثينيات القرن الماضي شهدت أم درمان نشوء حركة وطنية سياسية تمثلت في مؤتمر الخريجين الذي طالب الحكم الثنائي الاستعماري بمنح السودانيين حق تقرير المصير وتمكينهم من إقامة دولتهم المستقلة ذات السيادة
✍️الموقع
تقع في ولاية الخرطوم على طول الضفة الغربية لكل مننهر النيل والنيل الأبيض قبالة مدينة الخرطوم وغرب مدينةالخرطوم بحري،وتبلغ مساحتها حوالي 4948 كم مربع. تعتبر الخصائص الجغرافية للمكان من أهم الاشياء التي يجب الإهتمام بها ، وذلك لمعرفة الظروف المحيطة بالمكان كذلك معرفة درجة تفاعل العنصر البشري مع تلك الخصائص و ظروف النشاطات الاقتصادية. تعتبر أم درمان أحد مدن ولاية الخرطوم الثلاثة ، وهي تحتل الجزء الشمالي الغربي من الولاية ، وتمتد في مساحة طولية ، هذا الامتداد علي نهر النيل جعلها مركز للاستقرار و التجمع الحضري . وتنحدر بصورة واضحة في اتجاه الشرق نحو النيل .
✍️السطح والتضاريس
يتميز سطح السودان بصفة عامة بالرتابة في تضاريسه ، وبانتهاء التصريف المائي عموما في نهر النيل ، أم درمان تأخذ هذه الصفة إذ يتميز سطحها بالانبساط والاستواء وتميل الأرض إلي الارتفاع من ناحية الشمال الغربي حيث تصل أقصي قمة لها عند جبال كرري . وتجري بها بعض الأودية والخيران التي تتجمع فيها مياه الأمطار خلال فصل الخريف ومن ثم تجري في الأرض المسطحة منحدرة نحوالنيل وأهمها خور أبوعنجة شمبات ، وادي سيدنا.
✍️التركيبة الجيولوجية
تتكون التركيبة الجيولوجية لأم درمان من الأتي :
الصخور الأساسية: توجد في الجزء الشمالي والغربي وتضم مجموعة من النايس ، الجرانيت والشست ، كما ان هنالك تكوينات مابعد المرحلة النارية القديمة لصخور الجرانيت والتكوينات البركانية التي شكلت الشلالات .تكوينات الصخر الرملي النوبي: تغطي جزء كبير منمساحة أم درمان ، ولقد تكون في بداية الزمن الجيولوجي الثاني نتيجة للحركات الراسية . وهي طبقات أفقية مصفوفة مع ميل خفيف فوق الصخور القاعدية التي تكونت من البازلت ويتراوح سمك هذا الصخر من أمتار قليلة ألي أكثر 500 مترا .التكوينات الرسوبية الحديثة : تتمثل في تكوينات السهل الطيني والتي توجد بالقرب من نهر النيل والتي تخصب بواسطة الفيضان والترسبات الرقيقة الآتية من النيل الأزرق.
يعتبر هذا السهم من الاراضى الصالحة للزراعة لأم درمان والذي يوجد على ضفاف النيل من الناحية الغربية بوحدة الريف الشمالي والجنوبي وتزرع فيها جميع الخضروات وأشجار الفاكهة التي تسوق في أسواق العاصمة القومية .
أيضا من التكوينات الرسوبية الحديثة ، الحصى والرمال التي تجرفها الرمال والتي توجد في شمال المدينة.
✍️التربة
تنبع أهمية التربة وتأثيرها بتركيبها الكيميائي والميكانيكي في تحديد أنسب المواضع المختلفة لمختلف أنواع النشاطات ، كما أنها تأتي في مقدمة الموارد الطبيعيةلأهميتها للإنتاج الاقتصادي ونجد أن تكوين التربة في أم درمان يرتبط إلي حد كبير بمكوناتها الجيولوجية ، فنجد التربة الرسوبية حديثة التكوين وهي تربة تتعرض للغمر بفيضان النيل وتتغير قطاعاتها بالترسبات الفرينية ويوجد هذا النوع في الأراضي الواقعة بمحاذاة النيل من الناحية الغربية .هنالك ايضأ تربة ضحلة غرينية بها نسب من الحصى و الرمل و الحجارة وتكون بعيدة علي النيل ويوجد جزء منها في المناطق الغربية و الجنوبية الغربية .أما التربة الصحراوية فهي تربة جافة بها قليل من المواد العضوية وتوجد في الأجزاء الغربية من المحلية.
✍️الغطاء النباتي
بناء علي تقسيم السودان إلي أقاليم نباتية تقع أم درمان في نطاق الإقليمين الصحراوي و الشبة صحراوي لذا تنحصرالنباتات الطبيعية التي تكون الغطاء النباتي إلي نباتات حولية 70% ونباتات معمرة بنسبة 300% تقريبا ، ويتكون الغطاء غالبا من شجر السيال ، السمر ، السدر ، الطندب ..... الخ ، إضافة الي إعشاب القو ، الخضرة ، الضريسة ..... الخ،كذلك أشجار الظل والزينة بالإحياء والقرى .
✍️أهم المباني بام درمان
قاعة مجلس الشعب (المجلس الوطني حالياً)قصر الشباب والأطفال مسجد النيلين مبنى بلدية أم درمان (محلية أم درمان حالياً)استديوهات الإذاعة والتلفزيون قبة المهدي المسرح القومي
✍️الثقافة
أم درمان عاصمة الثقافة ومقر نقابة الفنانين والمهنيين الموسيقيين. ومبنى المسرح القومي وعدد من دور النشر، إلى جانب قصر الشباب والأطفال الذي شيدته كوريا الشمالية ليكون مقراً للفعاليات الثقافية والرياضية الشبابية في العاصمة المثلثة
أم درمان هي المدينة ملهمة كل جيل وذلك لم لديها منتاريخ حافل و طويل. أم درمان هي الحيز الذي جمع كل تشكيلة السودان في جغرافيته المصغرة. ومن كم قصائد أم درمان قصيدة أنا أم درمان لعبدالمنعم عبد الحي وغناء أحمد المصطفى
✍️✍️✍️✍️✍️
المسرح القومي السوداني
يقع في شارع النيل بأم درمان بالقرب من مبنى الإذاعة والتلفزيون القومي تم وضع حجر الاساس للمسرح القومى السودانى قبالة شؤاطئ النيل فى مدينة امدرمان إنشئ المسرح القومي عام 1959 وبداية مواسمه عام 1967. كان المسرح القومى السودانى هو المقصد الاول والاخير لجميع المسرحيين والفنانين السودانيين والعرب وحتى الاجانب ففيه تم عرض جميع المسرحيات السودانية لاول ومرة وفيه اقيمت مهرجانات الاذاعة والتلفزيون وفيه ايضا قدم الفنانون اعمالهم الخاصة لاول مرة وبداخله شدت ام كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ
.أن المسرح بمثابة صناعة، وبما كان يقوم به من أدوار قد استطاع أن يتغلغل في نسيج الحياة السودانية وأصبح ملمحاً بارزاً من ملامح المدينة في السودان.فقد كان الجمهور نساءً ورجالاً وأطفالاً يأتيه من كل صوب كما كان يتنقل من مدينة إلى مدينة ومن قرية إلى قرية أخرى ناشراً ومبشِّراً بالقيم الجديدة وبالأسئلة الجديدة ومساهماً في التغيير بمفهومه الأشمل
✍️الاذاعة
الإذاعة السودانية الأولى التي بدأ بثها من مدينة أم درمان في عام 1940م.تاريخ الإذاعة:أنشئت الإذاعة السودانية في أولأبريل 1940م إبان الحرب العالمية الثانية من المال المخصص للدعاية للحلفاء في حربهم مع دول المحور واختيرت لها غرفة صغيرة بمباني البوستة القديمة بأم درمان وقد وزعت مكبرات الصوت في بعض ساحات أم درمان الكبيرة لتمكن أكبر عدد من المواطنين بمدينة أم درمان من الاستماع إلى الإذاعة التي كانت تبث نصف ساعة يوميا ً.بدأت الإذاعة السودانية في أول أبريل 1940 . شكل البرنامج : كانت الإذاعة تعمل لمدة نصف ساعة يومياً من الساعة السادسة مساء إلى السادسة والنصف مساء وكانت تقدم خلالها تلاوة من القرآن الكريم ونشرة خاصة بالحرب واغنية سودانية .
بعد أن وضعت الحرب أوزارها أوقف الحلفاء الميزانية التي كانت تخصصه للدعاية وكادت أن تتوقف الإذاعة وهنا تدخل مستر (ايفانس) وحصل على تصديق ميزانية الإذاعةمن السلطات الاستعمارية في البلاد وبذلك أصبحت ميزانيتها تابعة لاول مرة لحكومة السودان حتى تكون بوقاً للاستعمار وحرباً على الاتجاهات الوطنية الناشئة في ذلك الحين والداعية إلى التحرر وحق تقرير المصير وظل الحال هكذا إلى آن وقعت اتفاقية القاهرة في 13 فبراير 1953 م والتي نال السودان استقلاله بمقتضاها فيما بعد. أم درمان هي عاصمة الإعلام والثقافة والفن والأدب في السودان
✍️التلفزيون
كما يوجد بها مقر تلفزيون السودان الرسمي واستديوهاته وقناة النيل الأزرق وتلفزيون ولاية الخرطوم وعدد من زاخر من القنوات التلفزيونية الخاصة. وتم في عهد جعفر نميري اختيار أم درمان مقراً للبرلمان السوداني بعد أن تم نقله من الخرطوم إلى مبنى جديد بناه الرومانيون على ضفة نهر النيل.
✍️الرياضة
ارتبطت المدينة ارتباطاً وثيقاً بالرياضة في السودان خاصة كرة القدم حيث تحتضن ثلاث أكبر فرق رياضية بكامل مؤسساتها بما في ذلك ملاعبها الرياضية وهي: فريق الهلال الرياضي وفريق المريخ وفريق الموردة، إلى جانب فرق بيت المال وأمبدة وأبو عنجة وأبوروف والعباسية والهاشماب وأبو سِعد وود نوباى والإصلاح وحي العرب والتاج.
✍️مشاهير أم درمان
يرى كثيرون أنّ لكلّ مدينة بصمتها الجينية المميزة لها وكذلك أم درمان ,تاريخياً توجد شخصيات شهيرة في مختلف مناحي الحياة نجد للكثير منهم شهرة طبّقت آفاق مدينة أم درمان.
أترك تعليقًا