مدينة دنقلا



✍️تاريخ المدن السودانية✍️

*صلاح شفيق  همام*

✍️اطلالة على مدينة *دنقلا*✍️













✍️دنْقُلا مدينة تقع في شمال السودان على الضفة الغربية من نهر النيل على ارتفاع 227 متر (745 قدم) فوق سطح البحر، وهي عاصمة الولاية الشمالية وتبعد مسافة 530كيلومتر (329 ميل) شمال الخرطوم العاصمة، وتعد من  أقدم المدن في المنطقة، حيث تتوسط منطقة غنية بآثار الحضارات السودانية القديمة.

✍️أصل التسمية

اللفظ دُنْقُلا مشتق من الدنقل (بضم حرف الدال وتسكين النون ورفع القاف) وهو الطوب الأحمر باللغات النوبية، وسميت كذلك لأن مبانيها كانت تبنى من الطوب الأحمر على خلاف ما جاورها من أمصار مشيدة بالطوب اللبن -الطوب النيء(أي طوب الطين المجفف بالشمس قبل حرقه) وهناك من يقول بأن دنقلا كلمة نوبية تتكون من مقطعين هما «دونقي» أي المال، و«لا» (النافية) أي انعدام المال، وبذلك يشير لفظ دنقي–لا إلى مكان «بلا مال».

ثمة رواية ثالثة تذهب إلى أن الكلمة مركبة من لفظين هما «دا» بمعنى دار و«قُل» (بضم القاف) بمعنى قلب، أو مركز فيكون معنى الاسم «قلب الديار». وتنسب رواية رابعة الاسم إلى ملك نوبي حكم المنطقة يسمى دنقل.

وتطلق الكلمة أيضاً على كل ما هو قوي وصلب ولهذا ينسب البعض اسم المدينة إلى صفة ملكها الدنقل أو، دو- إن - قل بالنوبية أي القوي المقيم في قلعة كبيرة على النيل، بل أن البعض يرى بأن دونقلا هو تحريف لكلمة دور القلاع (أو دار القلعة) نسبة إلى قلعة كبيرة في المكان كانت مطلة على النيل.

✍️عندما اتخذها إسماعيل باشا مركزاً لجيشه إبان غزوه السودان سنة  1821، كانت دنقلا عبارة عن «شونة» أي مركز تجمع فيه أموال الضرائب والعشور الممثلة في الغلال والحبوب والبهائم قبل إرسالها إلى سلطان الفونج في سنار الذي كان يحكم المنطقة. فأطلق عليها اسم «الأورطة»، وهو مصطلح عسكري تركي مصري يعني الفرقة العسكرية أو مقر الفرقة العسكرية، وحرف الأهالي الكلمة إلى «الأوردى» ثم أخيراً إلى «العُرضى» الذي أصبح لقباً لدنقلا.

✍️وتسمي دنقلا أيضاً بالبندر أو بندر دنقلا، أي دنقلا المدينة.

✍️وورد اسم دنقلا في كتابات المؤرخين العرب باسم دمقلة.

✍️و فى حقيقة الامر توجد هنالك 7 مدن باسم دنقلا فى امريكا الشمالية، 6 منها فى 6 ولايات فى الولايات المتحدة وهى ولايات اركنساس، الينوى، كنتاكى، انديانا، ميسورى، وكالوفورنيا والسابعة فى مقاطعة انتاريو فى كندا واشهرها هى التى بولاية الينوى وسميت على دنقلا الحالية التى بالسودان وتوجد بمقاطعة يونيون،

✍️دنقلا العجوز



أما دنقلا العجوز فيقصد بها المنطقة التي تحتوي على الآثار القديمة لعاصمة مملكة المقرة المسيحية، وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل على بعد 105 كيلومتر جنوب مدينة دنقلا و300 كيلو متر شمال مدينة الدبة، وبها بقايا آثار كنسية وقلعة وعدد من الأديرة، كما يوجد بها أيضا مسجد عبد الله ابن إبى السرح، وهو مسجد أثري يعتبر أول مسجد بني في السودان.

✍️التاريخ



* التاريخ القديم

شهدت دنقلا حضارة ما قبل التاريخ واشتهرت بمعابد «أبادماك» إلاه الحرب والصحراء عند الكوشيين. وتعتبر مركزا للحضارة النوبية كما يتضح من الآثار الموجودة فيها بما في ذلك الأهرام وغيرها مما تبقى من آثار اتفاقية البقط (المسجد) التي أبرمت مع المسلمين العرب في مصر. وفي القرون الوسطى كانت دنقلا عاصمة لمملكة المقرة المسيحية في السودان، وكان موقعها على بعد 80 كيلومتر من ضفة  النيل في المنطقة المعروفة حالياً بدنقلا العجوز. وغزتها جيوش المسلمين من مصر بقيادة عبد الله بن أبي السرح ووفد إليها الفقيه غلام الله الركابي من اليمن في النصف  الأول من القرن الرابع عشر لتعليم أبنائها سنن الإسلام. وقد وردت في مقدمة ابن خلدون كمدينة على ضفة النيل.

* العهد التركي المصري

تأسست دنقلا كمدينة حديثة في عام 1812 م، من قبل مجموعة من المماليك الهاربين من عمليات الاضطهاد والتنكيل التي مارسها ضدهم محمد علي باشا خديوي مصر بعد استيلائه على السلطة في مصر، وارتكابه مذابح على قادتهم وأفراد أسرهم. وفي عام 1821 م، أرسل محمد علي باشا إبنه الثالث إسماعيل باشا كامل على رأس جيش  كبير للقضاء على فلول المماليك واحتلال بقية ممالك السودان وضمها إلى ملكه. وتوغل إسماعيل باشا كامل في شمال السودان حتى بلغ دنقلا حيث أقام فيها معسكراً لجيشه أطلق عليه اسم معسكر الأورطة وهجر المماليك دنقلا إلى منطقة شندي وما بعدها جنوباً، ووردت دنقلا  في كتابات الرحالة الإنجليزي جان لويس بوركهارت الذي زار المدينة في 1814 وقدم وصفاً لها.
دانت دنقلا لحكم الأتراك وفي عام 1885 م كانت واحدة من أربع مديريات (محافظات) أسسها الأتراك في السودان وعين عابدين بك أول حاكم تركي لها.

وفي منتصف القرن التاسع عشر بلغ سكان دنقلا 6 ألاف نسمة وكانوا يمارسون الزراعة على ضفاف النيل باستخدام السواقي لريّ الأراضي وتحولت المدينة في تلك الفترة إلى محطة استراحة لقوافل الحجيج القادمة من دارفور إلى مدينة سواكن فالأراضي المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

*الثورة المهدية

تعتبر منطقة دنقلا مسقط رأس قائد الثورة المهدية محمد احمد المهدي الذي ولد في جزيرة لبب على النيل القريبة من  دنقلا. وقد خضعت دنقلا لحكم المهدية في الفترة من1844 وحتى  1896 م، وعيّن الأمير عبد الرحمن النجومي  عاملاً في دنقلا، وأمر بالزحف على مصر ليأخذ مكانه في رئاسة عمالة دنقلا الأمير يونس ود الدكيم. وفي 3 مايو /أيار 1899 غادر النجومي دنقلاً متجهاً إلى مصر على رأس 44 آلاف مقاتل، حيث إصطدم بقوات جرانفيل باشا سردار الجيش المصري في معركة توشكي التي انتهت بهزيمته.

ووفقاً لما جاء في كتاب روزيقونولي «سنواتي الإثنتي عشر في الأسر وسط الدروايش»، كانت دنقلا في عهد الخليفةعبد الله التعايشي تشكل إحدى إمارات دولة المهدية التي يتولى إدارتها أمير من الأمراء.

*الحكم الثنائي

في سنة 1899 نجحت فرقة بريطانية بقيادة ارشيبالد هنتر  من احتلال دنقلا وتحويلها إلى مركز متقدم لجيش الغزو البريطاني المصري بقيادة كتشنر باشا حيث تم تجميع  الرجال والعتاد والإمدادات وكان كتشنر قائد الحملة يرسل منها تقارير حملته إلى بريطانيا وصدرت بها أول نشرة صحفية باللغة الإنجليزية باسم (دنقلا استار) لتغطية أخبار تقدم الجيش الإنجليزي المصري في السودان.

ومن دنقلا تحرك جيش كتشنر نحو                  أم درمان لخوض معركة حاسمة ضد جيش الخليفة عبد الله التعايشي في كرري في سبتمبر / أيلول 1898 م، خضع بعدها السودان للحكم  الثنائي الإنجليزي المصري.

*اختار الإنجليز دنقلا عاصمة إقليمية، وأقام بها مفتش مديرية، وكان يقطن في سراي المديرية التي لا تزال قائمة  ولكن تم تحويلها الي مدرسة ثانوية للبنات.

أطلق الإنجليز اسم دنقلا على أحد شوارع منطقة بيشبستون في بريستول Dongola Roadd، وعلى شارع آخر بالاسم ذاته في منطقة توتنهام شمال لندن متفرعاً عن  شارع كتشنر. كذلك يطلق البريطانيون على سباق نهري دوري اسم سباق دنقلا Dongola Racing، تيمنا بحملة إنقاذ غوردون باشا حاكم عام السودان وقتئذ، عرفت بحملة النيل (1884-1885 م) التي قامت بها وحدة عسكرية بريطانية تم إرسالها إلى السودان لفك حصار المهدي للخرطوم حيث كان يتواجد غورودن، واستخدمت الفرقة مجرى نهر النيل عبر دنقلا نحو الخرطوم جنوباً في سباق من الزمن وضد تيار النهر المنساب من الجنوب نحو الشمال. وعندما وصلت مشارف الخرطوم كان الأنصار قد دخلوها وقضوا على غوردون واتباعه، فعادت الفرقة على أعقابها دون تحقيق الهدف.



✍️الموقع

تقع دنقلا على السهل الفيضي المحاذي لنهر النيل.

✍️الاقتصاد

*الزراعة

تعتبر الزراعة الحرفة الرئيسية لسكان المنطقة حيث تتميز  أراضي المنطقة بخصوبة التربة خاصة على ضفاف نهر النيل وفي الجزر النيلية والأجزاء المرتفعة، ومن المحاصيل الرئيسية هنالك القمح والفول المصري والبقوليات   والتوابل والفواكه والتمور.

*التجارة

تأتي التجارة كحرفة ثانية لسكان المنطقة، خاصة تجارة  المحاصيل وغيرها من المنتوجات المحلية مثل الأخشاب والحبال.

وتوجد بالمدينة عدة أسوق أبرزها:

سوق دنقلا الكبير
سوق السليم
 سوق السير
سوق الحفير
سوق البرقيق

✍️الصيد النهري وتربية الحيوان

يمارس السكان صيد الأسماك من النهر إلى جانب تربية الحيوان والطيور الداجنة وللمدينة سوقاً تاريخية في هذا المجال تعود إلى عهود قديمة.

وتشتهر دنقلا بتربية الحصان الدنقلاوي Dongola Horse، وهو هجين من سلالة عربية وأخرى بربرية.

✍️أعلام دنقلا

من المشاهير الذين ارتبطت اسمائهم بدنقلا :

محمد أحمد المهدي قائد الثورة المهدية في السودان

.اللواء سامي البارودي، والد الشاعر المصري محمود سامي البارودي

.الرئيس السوداني السابق جعفر نميري

الملازم عبد الفضيل الماظ من ثوار عام 1924  بالسودان

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.